[b]
أقبلت على الحياة بلحن الحنان
ذلك الشئ الذي حضيت به
لحظة بزوغ فجري بليل دامس
ما زلت أذكر تلك
النسمات الدافئة
التي خالجتني لأول مره
وأدفئت صدري
إنها أنفاس أمي
التي احتوتني وجعلت مني
طفلاً أدمن الحنان .. ولم يعد يريد غير ذلك
وتلك الألحان الحانية ...
التي تتمتم بها بكل مساء .. إذا خاطري ساء
لترسم البسمة على شفاتي
ولأنام وأغرق بالأحلام
وأنسج من خيالاتي دروباً للغد الآتي
وأمتطي الغيوم وأصطاد النــجوم .. نجمة تلو الأخرى
كبرت وبدأت نظراتي للحياة تتغير ...
لم أعد طفل بريء
تلاشت أحلامي الوردية
وتبخرت النسمات الدافئة التي احتضنتني
واستبدلت الألحان الحانية
بنوتات حزن لحنها الزمان
أحببت فتفاجئت بأن حنان المحبوبة
يتبدل من حال لــحال
أردت شد الرحال والسفر بعيداً لشط بحر الخيال
لأغزل حروفي وأنصب لكِ تمثال
واجعله مزار لكــل الأجيال
وغيرهـا من الحنان ماهو إلا زيف من الأقوال
كنسمة هواء دافئة
خرجت من كهف و تعرضت
لموجة باردة
فتخثرت كالزلال على سفح التلال ولم تستطع المقاوم
أمي ... ما أعظمك وما أطيب قلبك وما أرقه
سامحيني يا امي ... خيّبت ظنُكِ بي
لم أعد أريد أن أصبح رجلاً ناضجاً
تقبلي طلبي وهلمي بكِ وامهديني
بلحافي الأبيض كوليدك الجديد
لكي لا أعود رجلاً مرة أخرى
وأصدم بواقع غير الذي
رضعته وتعلمته منكِ
أو دعيني
أعرض نفسي لمزاد الأطفال المتعطشون
للرجولة المبكرهـ
وأنادي
من يشتري مني التعقُّل
والنضُوج
وكل أوهامِ الرجولة
من يشتري زيف السراب
وكلّ ألوان العذاب
ويعيدني ... طفلاَ صغيراً إلى حضن امي
[/b]