فزاع الطيور
الجزء الاول
ذات مساء بينما كنت العب حول المقبرة عثرت على جمجمة انسان… وللوهلة الاولى لم اخف فقد اعتدت ان العب مع رفاقي بالجماجم المبعثرة حول سور المقبرة القديم.
لكن هذه الجمجمة كانت مرعبة حقا. وتبدو حديثة، فالديدان لا تزال عالقة بها.. تنغل اكله بقايا اللحم المهترئء، الملتصق حول العينين المظلمتين، وداخل الفم الكبير المرعب!.
رغم ذلك، لم اخف او ارتعب، بل حملتها سرا الى حقلنا تحت مطر الخريف، وأنا اضحك بيني وبين نفسي:
ستموت العصافير رعبا وهلعا كما ان ابي سيرتعب ايضا حين يراها!!
نزعت رأس فزاع الطيور الموجود وسط حقلنا، ثم ثبت مكانه الجمجمة..
وعدت مسرعا الى منزلنا الصغير وكان شيئاً لم يكن…
وفي الليل كان الكابوس مروعاً…
فزاع الطيور يتحرك في حقلنا الصغير ويركض بجمجمته عائدا الى المقبرة القريبة من منزلنا..
وهناك أراه.. فأسأله بقسوة:
لماذا عدت؟
لا يجيب، يتابع تقدمه نحوي..
اكرر:
قلت لك ماذا جئت تفعل هنا؟ مهمتك اخافة الطيور والثعالب هناك في حقلنا..
يتقدم دون ان يكترث بلكلامي تفتح الجمجمة المحشوة ديدانا مقرفة فمها، وعينيها المظلمتين وتمتد اصابع من رعب وهلع وخوف لتقبض على عنقي. فجأة أصرخ منطلقا برعب وهلع شديدين..
ويلحق بي فزاع الطيور..
وكاتن بلدتي نائمة والسكون يخيم ويكفن كل شيء وانا وحيد اركض بفزع شديد يتبعني فزاع الطيور بخطوات واثقة متوحشة اظنه يريد افتراسي وامتصاص دمي..
اركض ايضا اركض اركض
وحين استيقظ حاولت ان انسى مخفيا كابوسي هذا عن الاخرين انما والدي سالني ان كنت قد غيرت او نقلت فزاع الطيور الى مكان اخر..
فقلت وقلق رهيب يزلزل احشائي، ويشعل الخوف في روحي:
لا لم اذهب الى الحقل ابدا.!
قال والدي مستغربا:
اذا اين اختفى فزاع الطيور؟!
وبدا القلق في راسي وتذكرت الحلم الذي ارعبني في الليلة الماضية..
في اليوم التالي ذهبت سرا الى الحقل لاتاكد..
وتاكدت بنفسي.
لم يكن ف زاع الطيور موجودا بثابه الممزقة وجمجمته المهترئة والمليئة ديدانا شرهة..
لكنني رأيت اثاراً لأقدام غريبة مرسومة فوق التراب الخريفي المبلل بمطر ايلول.. وتاكدت من أنها متجهة نحو المقبرة فازداد رعبي وكبر خوفي وقلقي……..
يتبع في الجزء الثاني