السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه اول مشاركة لي في هذا الصرح الجميل المليئ بالابداعات الفكرية والادبية
هذه قصيدة للشاعر الراحل الكبير نزار قباني اتمنا ان تكون بدية خير لنا وللجميع
ولكم انا فخور وسعيد بانضمامي الى مجموعتكم الرائعة العظيمة
تقبلو فائق الاحترام والتقدير والمحبة ..
والان اترككم مع الابداع الشعري الرائع ودمتم بخير جميعا
ودمتم لهذا المنتدى ذخرا وعطاء
يوم تقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء ..
وبين القبائل المتقاتلة على الماء ..
بدأت عصور الإنحطاط ..
أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر
لمدة خمسمئة سنه ..
وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران
وامتنعت السنابل عن انجاب الأولاد
وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط ..
2
يوم طردوني من القبيله ..
لأني تركت قصيدة على باب خيمتك ..
وتركت لك معها ورده ..
بدأت عصور الانحطاط ..
إن عصور الإنحطاط ليست الجهل بمباديء النحو
والصرف ..
ولكنها الجهل بمباديء الأنوثه ..
وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن
3
آه يا حبيبتي ..
ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب ..
كشرطي سير ؟..
فيعتبر الوردة مؤامرة على النظام ..
ويعتبر القصيدة منشوراً سرياً ضده ..
ما هو هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء ..
تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج ..
من الخليج إلى المحيط ..
والذي يتكلم في النهار كقديس ..
ويدوخ في الليل على سرة أمرأة ..
ما هو هذا الوطن ؟...
الذي ألغى مادة الحب من مناهجه الدراسيه ..
وألغى فن الشعر ..
وعيون النساء ..
ما هو هذا الوطن ؟
الذي يمارس العدوان على كل غمامة ماطره
ويفتح لكل نهد ملفاً سرياً ؟؟
وينظم مع كل وردة محضر تحقيق !!..
5
يا حبيبتي ..
ماذا نفعل في هذا الوطن ؟..
الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة ..
حتى لا يشتهيه ..
ويخاف أن يسمع صوت امرأة في التلفون .
حتى لا ينقض وضوءه ..
ماذا نفعل في هذا الوطن ؟
الذي يعرف كل شيء عن ثورة أكتوبر ..
وثورة الزنج ..
وثورة القرامطه ..
وبتصرف مع النساء كأنه شيخ طريقه ..
ماذا نفعل في هذا الوطن الضائع ..
بين مؤلفات الإمام الشافعي .. ومؤلفات لينين ..
بين المادية الجدلية .. صور ( البورنو ) ..
بين كتب التفسير .. ومجلة ( البلاي بوي ) ..
بين فرقة ( المعتزلة ) .. وفرقة ( البيتلز ) ..
بين رابعة العدوية .. وبين ( إيمانويل )..
6
أيتها المدهشة كألعاب الأطفال
إنني أعتبر نفسي متحضراً ..
لأني أحبك ..
وأعتبر قصائدي تاريخية .. لأنها عاصرتك .
كل زمن قبل عينيك هو احتمال
وكل زمن بعدهما هو شظايا ..
فلا تسأليني لماذا أنا معك ..
إنني أريد أن أخرج من تخلفي ..
وأدخل في زمن الماء ..
أريد أن أهرب من جمهورية العطش ..
وأدخل جمهورية المانوليا ..
أريد أن أخرج من بداوتي ..
وأجلس تحت الشجر ..
وأغتسل بماء الينابيع ..
وأتعلم أسماء الأزهار ..
أريد أن تعلميني القراءة والكتابه ..
فالكتابة على جسدك أول المعرفه
والدخول إليه دخول إلى الحضاره ..
إن جسدك ليس ضد الثقافه ..
ولكنه الثقافه ..
ومن لا يقرأ دفاتر جسدك
يبقى طول حياته .. أمياً ..