كان قبل دقيقة في مقهى عالميّ
جاءه هاتف خليويّ .. وخرج في عجالة .. ولم ينظر بالكرسي الذي امامه ..!
ذهب مسرعاً أخرج المفاتيح من جيبه ..!
خبط خبطة على جبينه وتذكر حقيبته الدبلوماسيّه ..!
عاد على عَجلْ واذا با أمراءه قد جَلَست مكانه ..
ذهب بلا مبالاة وانتباه .. أخذ الحقيبة واعتذر ..!
ذهب الي الموعِد .. وتم على خَيْر..
بعْد الموعِد مباشرة
قآم بفكْ رابطة العنق قليلاً وفتح حامل السجائر
وذهب في تفكير عميقْ..!
وصَل الي المقهىْ
وطَلب قهوة شديدة التركيّز .. وجلس بملل ..!
قآم بالنظر الي حذائه وردائه كلها سوداء
زفر زفرة الصعداء وقال ..!
متى تبيّض حيّاتي..!
متى سا اشعر باني لست بوحديّ
هل سا اشيخ هكذا ام تسعد‘ الدنا قبل لحديّ..!
قطَع حبالْ تفكيره صوتُ الخطآ القادم ..!
رفع بصره واذا با مرأءه فاتنة يسكن العبيرُ اطرافها .. ويغير الورد من روعة خديّها .. ويذوب الليلْ من سواد شعرها وجمالهْ ..!
أحسّ بثملِ وارتباك ..!
وبدأ بمسح العرَقِ المُتساقط عن جبيْنه ..!
فرك اصابعه طقطقه تلو طقطقه ..!
قالتْ ..!
لو سمحت هذا المكان محجوزٌ ليّ..!
نظَر نظرة مغايرة بضحكة مائلة على فمه اذابتها وجعلتها في سُكرِ مُستمّر ..!
قال / منذ سنواتٍ وانا اعتآد هذا المقهى ولأولِ مرة يٌقال ليّ أن به نظام حجز ..!
ولكن .. ألم ترانيّ عندما عدتُ لأخذ حقيْبتَك .!
فأوشَك ريبة في نفسهْ قائلاً اذا كانت تراقبنيْ
وبدأ درجة حرارته تُمزَج بفنجان القهوة الذيْ تبَخْر من بين يديه .!
عذراً .. انيْ لا أمانع من مشاركتكِ لطاولتيّ ..
جلستْ تلك الـ لامباليه .. فتحت حقيبتها السوداء .. أخرجتْ اوراقَ كُثْر .. ترَستِ الطاولة .. ونسيت المُجامله ..!
فيّ هذه الأونةْ .. كان النادِل منشغلاً جداً لدرجة أن عينيه ترفرف يمنة ويسرةْ وكأنه علمُ حربْ..!
ذهبت لأحضِر فنجانيْن قهوة دونَ أن أسألهاْ .. لانها كآنت منغمسَة بين الاوراق كقِطعة سكرِ ..!
حال عوْدتيّ ..!
وجدتُ على كرسيّيَ جمعٌ من الأوراق ..!
مامقصدها ياترى ..!
هل تريد طرديّ بطريقة غير مباشرة أم ماذا ..؟
رحلتُ بهدوء..
ولا زال فكريّ مُشلولاً عن كل المهام الا بها..!
فتاة جميّله .. وفي مقتبل عمرها .. مهذبة .. ولكن مالذيّ يبعثها لفعلِ همجيّ كهذا ..؟
عدتُ اليْ المقهى في الليله التاليّه ..!
كآن المقهى مزدحماً كزخات مطرْ .. ناديتُ صديقيّ النادِل ..!
هلّ لي بكرسيّ جانبيّ ..
قال / لا ياعزيزيّ العملاء الدائمون لهم مكانٌ دائمْ
شعرت وقتها اني ملكُ فيلسوف اديبٌ قاضيْ فاهم
ذهبتُ لمكانيّ وانا ممتنٌ فعلاً .!
جلستُ وضعت حقيبتيّ ونثرتُ اوراقيْ في شتى ارجاء الطاولةْ ..
جاءت على عجلٍ وانزعاجْ
وأنا أينَ اضع أوراقيّ ..؟
كدتُّ أنفجرُ ضحكاً منها .. لقد أحسست فعلاً بانني المسؤل عنها ..!
ياعزيزتيّ المكان مزحوم اليومْ وهذه الطاولة محجوزةٌ ليّ ..
فإن احببتيّ الجلوس فلا أُمانِع ..!
لكنْ
شذا اوراقكْ لا اريد أن اشتمَ عبقُه هناْ ..!
ضحكِت وجلست عكسَ توقعيّ..
وباتت تراقبنيّ وانا أنجِزُ عمليّ ..
ولمْ تباليّ أنيّ متيّقظٌ لها ..!
فأحسست بالخجلِ لعفوّيتها ولممت أوراقيّ
ورفعتُ رأسيْ اليها ..!
في ايّ قطاعِ تعمليْن ..؟
ومن قالَ اني أعمَل ..؟
ولمن تكنْ تلك الاوراق اذاً..؟
ليّ..
تبادلنا اطرافَ الحديثِ قرابة الساعه والنصفْ وكان الحديثُ شيّقا وممتعاً ..!
وبعدِ ذهابيّ الي البيْت بت أُعيدْ شريط حضرة المقهى ..!
وتعجبتْ ان كلامها لم يكن سوى نعم ولا ..!
ولكنْ لماذا احسست ان الحديث في غاية المُتعَه ..!
أبتسمْ ابتسامه .. ونام ..!
أتمنىْ أن تتقبلوهاْ كما هيّ وتصل بسهولةْ الي قمة اذاواقِكم ..||