العطاء الحضاري للاسلام كتاب جديد للكاتب الاسلامي الكبير الدكتور محمد
عمارة الدي يستلهم كتاباته من هموم وقضايا الامه الاسلاميه والكتاب
عطاءفكر متوهج يعكس اصالة وعمق رؤية صاحبه يبدا المؤلف كتابه بقوله
ان الامه الاسلاميه خرجت من بين دفتي كتاب فمن رحم القران الكريم ولدت
هدهي الامه وان القران الكريم كان جامع العقيده الواحده والموحده للامه وفي
القران الكريم جاء جامع الشريعه الواحده الجامعه للامه في الاصول والمبادء
والقواعد والقيم وفلسفه التشريع وروح القانون والحاكمه لاحتلاف وتنوع
مداهبها في الفروع والجزيئات والمتغيرات وفي القران الكريم جاء الحديث عن
وحدة الامه فريضه جامعه لتنوعها في الشعوب والقبائل والالوان واللغات
وفي القران الكريم شاعت القيم الثوابت التى صبغت حضاره الامه بصبغه دين
الاسلام ولهده الجوامع الاربعه في العقيده والشريعه والامه والحضارة توجدت
دار الاسلام فعرف الوطن الاسلامي الامميه الجامعه للاقاليم والولايات
والاقطار التى تتميز في اطار وحده دار الاسلام ثم تتوالى القضايا في وضوح وابداع
الباب الاول
في حقوق الانسان ان عطاء الاسلام في ميدان حقوق الانسان جاء سابقا
للاعلان العالمي لحقوق الانسان اما الاهم فهو تميز فلسفه الاسلام ازاء حقوق
الانسان في الحضاره الغربيه التى جسدها وقتها هد الاعلان ان هد الدي عرفته
فكرة الحضاره الغربيه حديثا بل ومارسته قديما لا كمجرد حقوق الانسان وانما
كفرائض وواجبات شرعيه لا يجوز لصاحبها الانسان ان يتنازل عنها او يفرط
فيها حتى بمحض اختياره ان هو اراد ولقد اجملت الشريعه الاسلاميه هده
الحقيقه عندما جعلت الحفاض على النفس والدين والعقل والمال هي جماع
سياج الحافض والمحقق لحقوق الانسان عندما جعلتها فرائض الهيه وتكاليف
شرعيه وليس مجرد حقوق يجوز التنازل عنها حتى با لاختيار الباب الثاني
في الحريه ان نضرة الاسلام الى الحريه قد تميزت عن نضرات كثيرمن
الفلسفه والانساق الفكريه الاخره فا الحريه في النضر الاسلامي ضروره من
الضرورات الانسانيه وفريضه الهيه وتكليف شرعي واجب وليست مجرد حق
من الحقوق الانسانيه يجوز التنازل عنها فالرضا بالعبوديه هو امتهان لمن
كرمه خالقه واستخلفه في حمل امانه استعمار الارض ورفع مقامه حتى على
الملائكه المقربين وفيه ضلم النفوس سيحاسب عليه دلك الدي يرضي لنفسه
الرق والاستعباد والحريه في الاسلام هي ضرورة انسانيه لمطلق الانسان
وليس للانسان المسلم وحده كدلك تميز الاسلام بمدهبه في نطاق الحريه
الانسانيه وافاقها وحدودها تبعا لتميز فلسفته في مكانة الانسان في هدا
الوجود فالانسان خليفه عن الله سبحانه وتعالى في عمارة الوجود ومن ثم
فاان حريته هي حرية الخلفيه وليست حريه سيد هدا الوجود انه حر في حدود
امكاناته المخلوقه له والتى لم يخلقها هو باب في حريه الضمير يعلمنا الله
سبحانه وتعالى بقرانه الكريم تفرده وحده واختصاصه دون سواه بالحكم على
العقائد والضمائر والافئده والقلوب لانه وحده صاحب العلم المحيط بما فيها لم
يعط شيئا من دالك لاحد سواه ولقد وقف ائمة تفسير القران الكريم واعلامه
امام هد التوجيه القراني والفريضه الالهيه وقفه دات دلاله فقالوا لنا ان في هد
التوجيه الالهي من الفقه باب عضيم وهو احكام تناط بالمضان والضواهر ولا
على القطع واطلاع السرائر فالله لم يجعل لعباده غير الحكم الضاهر باب في
الحريه الاجتماعيه اما عن نضرت الاسلام دينا وحضارة الى حرية الانسان
الاجتماعيه اي حريه الانسان في المجتمع الدي يعيش فيه فاانها با اعتقادي
نضرة متميزه دات خصوصيه وادا لم يرجع تميزها وتنبع خصوصيتها من
اختلاف الاسلام عن الدينات السماويه الاخره لوحدة المصدر الالهي لهده
الدينات جميعا فاان مرجع هدا التميز ومصدر هده الخصوصيه هوالتمايز
الحضاري الدي طبعت سماته وطوعت قسماته بعضها من تصورات وفلسفات
تلك الدينات وانطلاقا من هده الحقيقه نستطيع ان نقول ان التصور الاسلامي
يمثل بناء متكاملا ثم يلقي المؤلف بعض الاضواء على السمات التى تكون
معالم هدا البناء باب في الاسلام والحريه في نضرة الاسلام الى مقومات الحياة
الانسانيه ضرورياتها وحاجياتها وتحسيناتها نلمح التمييز بين الثوابت
والمتغيرات وفي مقدمة الثوابت التى جعل الاسلام الحفاض عليها فريضه
شرعيه واجبة الحفاض على الحياة اد الحفاض على النفس يصبح الحديث عن
الاجتماع الانساني والدين والتدين لغوا ليس له موضوع يتيح له التحقق في
الوجود باب في مكان الانسان في الكون ان الانسان في المنضور الاسلامي هو
المخلوق الدي كرمه خالقه على سائر المخلوقات وهو المخلوق الدي كرمه
خالقه بالعديد من الوان التكريم واياته فقد جعله المفرد والمنفرد بحمل امانة
الاختيار والحريه والمسؤليه ومن ثم التكليف دون سائر المخلوقات وحتى
يتمكن من شروط حمل الامانه فلقد سخر له قوة الطبيعه وضواهرها وطاقاتها
الحريه الاجتماعيه للانسان
اعتمد الاسلام الوسطيه طابعا لفلسفته في كل الميادين بعد ان حدد درجة
الخليفه مكانا للانسان في هدا الكون جاعلا اياه سيدا في الكون وليس سيد
الكون رايناه يسلك السبيل بوسط في تحديد نطاق الحريه الاجتماعيه للانسان
فالفرد حر الحريه التى لا تنفي حرية المجموع والجماعه حرة الحريه التى لا
تحول الفرد الى مسمار اصم في ترس الالة الاجتماعيه
في نمودج التغييرالاجتماعي
يتناول المؤلف بالتحليل اشكالات التغييرالاجتماعي ثم يستخلص من هد
التحليل ان اشكالات التغيير الاجتماعي في حياتنا مردها الى الخطرين اللدين
اقتحما على امتنا حياتها وفكريتها
الوافد الغربي
المناقض لما تميزت به حضارتنا من سمات
التخلف الموروث من عصر الركود
والتراجع والانحطاط الحضاري الدي عاشته امتنا مدة طويله
وان العوده للمنابع النقيه وتمثل روح الشريعه وعقد القران بينها وبين الواقع
المتطور بواسطه الاجتهاد المستنير والمسترشد بالعقلانيه الاسلاميه هو
السبيل لاسلمة الواقع باسلمة التغيير الاجتماعي
باب في اولوية العمل الخيري
يقول الؤلف في القران الكريم يقترن العمل بالايمان بل ان العمل الصالح هو
الترجمان الحقيقي عن صحيح الايمان وادا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل
صالح الاعمال الفريضه الالهيه على سائر الرسل عبر تاريخ الرسالات فلقد
دعا امه محمد صلى الله عليه وسلم الى المسارعه والمسابقه والاستباق على
طريق الخيرات
وادا كان عصرنا يشهد بحمد الله يقضة اسلاميه كبرى تعود فيها جموع الامة
الى الالتزام بحدود الحلال وتسعى الى سيادة كامل الاسلام على كامل الحياة
الاسلاميه فان العمل الخيرى الدي يتسابق الكثيرون على طريقة مرضاة الله
وطلبا لثوابه هو واحد من ابرز مضاهر اليقضه الاسلامية المعاصره
في السياسه الاسلاميه
العلاقه بين الاسلام وهو دين الهي وبين السياسه كتدبير للدوله والدنيا
والاجتماع والعمران هي علاقه متميزه عن كل هده التصورات التى رايناها في
الانسان الفكريه والفلسفيه والدينيه غير الاسلاميه
فهناك علاقه بين الاسلام وبين السياسه لكنها علاقة وسط بين الاتحاد
والامتزاج والاندماج وبين الفصل والقطيعه فالتصور الاسلامي لنطاق عمل
الدات الالهيه لا يقف عند حدود عمل الخلق وانما لله ايضا الرعايه والتدبير
لكل عوالم المخلوقات
وللانسان في التصور الاسلامي حرية وادارة وقدرة واستطاعة وسلطة وفعل
في سياسة حياته وتنضيم مجتمعة وتدبير عالمه ودنياه ولكنها حرية وادارة
وقدرة وسلطة الخليفة لله المحكومة حريته بعقد وعهد الاستخلاف الدي
هو الشريعة الالهية فللشريعة الالهية مدخل في السياسة لا يلغي حرية
الانسان وسلطانه وسلطاته في تدبير المجتمع وسياسته ولكنه يضبط
هده الحرية وهدا السلطان بحدود الحلال والحرام الديني اللدين جاءت
بهما قواعد واحكام الشريعة وروحها ومقاصدها وفلسفتها في التشريع
............... يتبع ..............................
الرئيسية 
