في التوكل على الله

قال تعالى وتوكل على الحي الدي لا يموت وقال تعالى وعلى ربهم يتوكلون وقال

تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه صدق الله العضيم وعن ابي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة اقوام افئدتهم مثل افئدة الطير
رواه مسلم وقيل معناه متوكلون وقيل قلوبهم رقيقه وعن البراء بن عازب رضي
الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو توكلتم على الله حق توكله
لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا واوحى الله تعالى الى داود
عليه السلام يا داود من دعاني اجبته ومن استغاثني اغثته ومن استنصرني
نصرته ومن توكل علي كفيته فانا كافي التوكلين وناصر المستنصرين وغياث
المستغيثين ومجيب الداعين


وحكي انه كان في زمن هارون الرشيد قد حصل للناس غلاء سعر وضيق حال
حتى اشتد الكرب على الناس اشتداد عضيما فامر الخليفة هارون الرشيد بكثرة
الدعاء والبكاء وامر بكسر الات الطرب ففي بعض الايام رؤي عبد يصفق ويرقص
ويعني فحمل الى الخليفة فساله عن فعلته من دون الناس فقال ان سيدي عنده
خزانة بر وانا متوكل عليه ان يطعمني منها فلهد انا ادا لا ابلي ارقص وافرح
فنعد دالك قال الخليفة ادا كان هدا قد توكل على مخلوق مثله فا لتوكل على الله
اولى فسلم للناس احولهم وامرهم بالتوكل وامرهم بالتوكل على الله تعالى

وحكي ان حاتم الاصم كان رجل كثير العيال وكان له اولاد دكور واناث ولم يكن
يملك حبة واحده وكان قدمه التوكل فجلس دات ليلة مع اصحابه يتحدث معهم
فتعرضو لدكر الحج فدخل الشوق قلبه ثم دخل على اولاده فجلس معهم يحدثهم
ثم قال لهم لو ادنتم لابيكم ان يدهب الى بيت ربه في هد العام حاجا ويدعو لكم
مادا عليكم لو فعلتم فقالت زوجته واولاده انت على هد الحالة لا تملك شيئا ونحن
على ما ترى من الفاقة فكيف تريد دلك ونحن بهد الحالة وكان له بنت صغيره
فقالت مادا عليكم لو ادنتم له ولا يهمكم دلك دعوه يدهب حيث شاء فانه مناول
للرزق وليس برزاق فدكرتهم دلك فقالوا صدقت والله هده الصغيره يا ابانا
انطلق حيث احببت فقام من وقته وساعته واحرم بالحج وخرج مسافر واصبح
اهل بيته يدخل عليهم جيرانهم ويوبخونهم كيف ادنوا له بالحج وتاسف على فراقه
اصحابه وجيرانه فجعل اولاده يلومون تلك الصغيره ويقولون لو سكت ما تكلمنا
فرفعت الصغيرة طرفها لسماء وقالت الهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك
وانك لا تضيعهم فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم فبينما هم على هد الحالة اد خرج
امير البلدة متصيدا فا نقطع عن عسكره واصحابه فحصل له عطش شديد فاجتازه
بيبيت الرجل الصالح حاتم الاصم فاستسقى منهم ماء وقرع الباب فقالو من انت
قال امير ببابكم يستسقيكم فرفعت زوجة حاتم راسها الى السماء وقالت الهي
وسيدي سبحانك البارحة بتنا جياعا واليوم يقف الامير على بابنا يستسقينا
ثم انها اخدت كوزا جديد وملائته ماء وقالت للمتناول منها اعدرونا فاخد الامير
الكوز وشرب منه فا ستطاب الشراب من دلك الماء فقال هده الدار لامير فقالوا
لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين يعرف بحاتم الاصم فقال الامير لقد سمعت
به فقال الوزير يا سيدي لقد سمعت انه البارحة احرم بالحج وسافر ولم يخلف
لعياله شيئا واخبرت انهم البارحة باتوا جياع فقال الامير ونحن ايضا ثقلنا عليهم
اليوم وليس من المروءة ان يثقل مثلنا على مثلهم ثم حل الامير منطقته من وسطه
ورمى بها في فناء الدار ثم قال لاصحابه من احبني فليق منطقته فحل جميع اصحابه
مناطقهم ورمو بها اليهم ثم انصرفوا فقال الوزير السلام عليكم اهل البيت لاتينكم
الساعة بثمن هده المناطق فلما انزل الامير رجع اليهم ودفع اليهم ثمن المناطق
مالا جزيلا واستردها منهم فلما رات الصبيه دلك بكت بكاء شديد فقالوا لها ماهد
البكاء انما يجب ان تفرحي فان الله قد وسع علينا فقالت يا ام والله انما بكائي
كيف بتنا البارحة جياعا فنضر الينا مخلوق نضرة واحدة فاغنانا بعد فقرنا فالكريم
ادا نضر الينا لا يكلنا الى احد طرفة عين اللهم انضر الى ابينا ودبره باحسن
التدبير وهد ماكان من امرهم

واما ما كان من امر حاتم الاصم ابيهم فانه لما خرج محرما ولحق بالقوم توجع
امير الركب فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا فقال هل من عبد صالح فدل على حاتم
فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الامير من وقته فامر له بما يركب وما ياكل
وما يشرب فنام تلك اللية مفكرا في امر عياله فقيل له في منامه يا حاتم من اصلح
معاملته معنا اصلحنا معاملتنا معه ثم اخبر بما كان من امر عياله هد في منامه
فاكثر الثناء على الله تعالى فلما قضى حجه ورجع تلقته اولاده فعانق الصبية
الصغيرة وبكى ثم قال صغار قوم كبار قوم اخرين ان الله لا ينضر الى اكبركم
ولكن ينضر الى اعرفكم به فعليكم بعرفته والاتكال عليه فانه من توكل على الله
فهو حسبه

ومن كلام الحكماء من ايقن ان الرزق الدي قسم له لا يفوته تعجل الراحة
ومن علم ان الدي قضى عليه لم يكن ليخطئه فقد استراح من الجزع ومن علم
ان مولاه خير له من االعبادة فقصده كفاه همه وجمع شمله وفي الحديث عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام
اني اعلمك كلمات احفض الله يحفضك احفض الله تجده تجاهك ادا سئالت فاسئل
الله وادا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان تنفعك بشي
لم ينفعوك الا بشي كتبه الله لك ولو اجتمعت على ان تضرك بشي لم يضروك
الا يشي كتبه الله عليك رفعت الصحف وجفت الاقلام والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته يا اعز الاخوات والاخوان